مراحل نمو الجنين كما ورد في القرآن الكريم
من خلال التدبر في آيات القرآن الكريم، نجد أن الله سبحانه وتعالى قد بيّن العديد من الحقائق العلمية الدقيقة التي تتعلق بتكوين الجنين ونموه داخل رحم الأم. هذا الموضوع لا يقتصر فقط على كونه محوراً للإعجاز العلمي، بل هو أيضًا دليل على عظمة الله وقدرته في خلق الإنسان وتطوره من نطفة إلى كائن كامل. تعدّ مراحل نمو الجنين في القرآن الكريم من أبرز الأمور التي أثارت اهتمام العلماء والمفكرين، خاصة عندما تم اكتشاف حقائق علمية حديثة في مجال الطب وعلم الأجنة التي تتطابق تماماً مع ما ذكره القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 سنة.
1. النطفة: المرحلة الأولى من التكوين
المرحلة الأولى التي يذكرها القرآن الكريم في عملية تكوين الإنسان تبدأ بتكوين النطفة، وهو السائل الذي يحتوي على الحيوان المنوي والبيضة. يقول الله تعالى في سورة الإنسان:
“إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ لِّنَبْتَلِيهِ” (الإنسان: 2).
وُصفت النطفة في القرآن بأنها “أمواج”، في إشارة إلى تداخل المادة الوراثية من الأب والأم في تلك المرحلة الأولى. في هذه المرحلة، يكون الجنين مجرد خلية واحدة نتيجة تلقيح البويضة بالحيوان المنوي، ويبدأ التخصيب الذي سيؤدي لاحقاً إلى تكوين الجنين.
2. العلقة: المرحلة الثانية
في المرحلة الثانية، يمر الجنين بتطور مهم وهو مرحلة “العلقة”. هذه المرحلة تتصف بتكون الجنين في شكل يشبه العلقة، أي الدم الغليظ أو الجلطة الدموية. يقول الله تعالى في سورة المؤمنون:
**”فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَىٰ قَدَرٍ مَّا رَابَكِ السَّمَاءِ وَأَرْضَ سَجَرْتِي دَمًا أَجْرَبَ بَرْيْهْ.
